2009/10/11

متى يحصل السلطان قابوس على جائزة نوبل للسلام؟





جائزة نوبل للسلام أهم جائزة عالمية، خاصة في قيمتها الأدبية.

قد يعترض البعض، ويتفق آخرون، ويصمت الباقون، لكنها تظل محتفظة بأهميتها ورونقها ومتابعة العالم برمته لها مهما كان الحاصل عليها.

ويسبق التشرف بها كل الألقاب، فأنت تقول : ألكسيس كاريل، هنري كيسنجر، نجيب محفوظ، نيلسون مانديلا، جورباتشوف، إيللي فيسيل و ....... الحاصل على نوبل في الأدب أو علم وظائف الأعضاء أو السلام.

نوبل للسلام الخارجة من العاصمة النرويجية أوسلو، أو في كل العلوم الأخرى حيث تتوجه الأنظار إلى استوكهولم عاصمة السويد، ويوم الحصول عليها لا يمكن أن يكون هناك خبر آخر قبلها لكل وكالات الأنباء العالمية.

تتسابق الدول بالايحاء لجامعاتها للتقدم باقتراح للجنة جائزة نوبل للسلام في أوسلو، ولكن العرب يعتبرون أنهم خارج السباق العالمي إلأ في كرة القدم وكأس أفريقيا أو الأمم الآسيوية.

في وطننا العربي الكبير هناك شخصيات تستحق بجدارة أن يكون اسمها في مقدمة الذين لا يمكن لآخرين منافستهم، ولكن لن تبحث عنا جائزة نوبل للسلام، إنما ينبغي أن نسعى إليها بكل السبل والوسائل، وأن نختار الشخصية التي تتشرف بالجائزة وتتشرف الجائزة بها.

الآن وبعد حصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والضجة التي حدثت في النرويج، واعتراض الكثيرين عليها لأنه لم يقدم شيئا ضخما في الشهور التسعة الماضية، فإن جائزة العام القادم 2010 ستكون بعيدة عن أي نقد، وأحسب أن الاختيار سيأخذ وقتا طويلا لمتابعة انجازات الشخصية التي ستقف يوم العاشر من ديسمبر في العام القادم لتشد أنظار العالم كله وهي تتوجه إلى مبنى المجلس البلدي وأعضاء لجنة جائزة نوبل للسلام ومئات من أهم الشخصيات تتابع سعيد الحظ بنظرات الاعجاب والدهشة والتقدير و .. الحسد أيضا.

إنني أرى أن السلطان قابوس بن سعيد يستحق جائزة نوبل للسلام لكل ما قدمه في الأربعة عقود المنصرمة لبلده ولشعبه وللانسانية.

إنه الشخص الذي نزع من الصدور كل مشاعر الغل، وجعل التسامح قيمة كبرى في سلطنة عمان، وحل مشاكل الوطن الحدودية بسلاسة واحترام للقوانين الدولية، وأدخل سلطنة عمان في عصر تخلفت عنه قبل عام 1970 فكادت لا تبين على خارطة العالم.

إنه الزعيم المهموم بشعبه وبالانسانية، وتشغله حقوق الانسان والبيئة والتصحر، وهو خصم للعنيد للجهل والأمية والتخلف.

وبفضل عبقريته في الحكم لم يخرج من سلطنة عمان ارهابي واحد يدمر، ويقتل، ويبث الكارهية.

وخلال فترة حكمه صنع مشهدا لو تمت مقارنته باليوم الأول الذي تولى فيه الحكم لما صدق أحد أن عالم المعجزات لا يزال قائما.

الكرة الآن في الملعب العماني، وخاصة في جامعة السلطان قابوس بن سعيد، وعلى إدارة الجامعة أن تعد كل الوثائق، وأن تعدد انجازات هذا الرجل الرائع، وأن يكون الطلب متحضرا ولائقا بالسلطان، وبعيدا عن أي زيادات قد تناسب العقلية العربية، لكنها تؤتي نتيجة عكسية لدى العقلية الاسكندنافية في هذا الشمال النائي.

حقائق مجردة وبعيدة عن صياغة لغة العواطف، وشهادات عن عصر السلطان قابوس، خاصة من الغرب وأمريكا والجامعات الدولية المحترمة.

السلام والمحبة والتسامح، والنجاح في اغلاق كل منابع التطرف والتشدد، واحترام الأديان والمذاهب والطوائف.

إنني أقترح أن تتقدم الجامعة قبل نهاية شهر ديمسبر بالطلب، ومن الأفضل ترجمة بعض المواد من العربية أو الانجليزية إلى النرويجية، خاصة من مترجم نرويجي جيد تكون لبعض كتبه المترجمة صدى مؤثر في لغة مبدعة.

نصف النجاح في طريقة تقديم الطلب، وعدم وجود أي ثغرة فيه، وأن تكون كل كلمة حقيقة واقعة وملموسة.

إنني متفائل كثيرا بأن هذا الطلب الذي لو تم تقديمه بالصورة اللائقة، فإن تأثيره سيكون كبيرا، ففرص اختيار السلطان قابوس بن سعيد لجائزة نوبل للسلام بمناسبة مرور أربعين عاما على صناعة دولة التسامح والتطور والتقدم والسلام والحافظ على البيئة واحترام كرامة الناس بغض النظر عن ألوانهم وأطيافهم ومذاهبهم هي أفضل من فرص الكثيرين من زعماء العالم وقادة الحركات السلمية.

آمل أن تكون هدية الجامعة في مسقط للعاهل العماني طلبا للجنة جائزة نوبل للسلام لعام 2010، فمن حق السلطان على شعبه أن يسعى لتعريف العالم كله برجل السلام.

ليست هناك تعليقات: