2014/04/19

سياسة عُمان السورية .. من أين تأتي الحكمة؟

صناعة السياسة ليست حكراً على الدول الكبرى لكنها أيضا تاريخ طويل من الحكمة والقيادة حتى لو خالفت كل ما صبت وسائل الإعلام وكالات الأنباء في آذان وعيون المهتمين.
منذ اليوم الأول للثورة السورية الشعبية ضد حكم الأسد كانت سلطنة عُمان تبأ بأن الانتفاضة الشعبية ستحيد عن الطريق، وأن الثورة قامت في داخلها يكم لصوص الثورات.
كانت حكمة السلطان قابوس بن سعيد تتوجه نحو الشكوك فيما سيحدث حتى تبدأ النجاحات الأولى.
نظام حُكم الأسد الابن لم يكن مختلفا عن الأب، وأجهزة المخابرات السورية تطارد أحلام المواطن في يقظته ومنامه، لكن في سلطنة عُمان ليست هناك عواطف تحرك الهموم الوطنية، وسياسة مسقط لم تكن في يوم من الأيام انتقاما، خاصة أن هناك تاريخا من عدم الود بين حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا وبين نظام الحكم العُماني.
ومع ذلك فالسلطنة أكبر من مشاعر الانتقام ، وأكبر من التشفي.
كان السلطان قابوس يستشرف المستقبل في الخارج كما في بلده، وكان يرى بأم عينيه الثورة السورية تتحكم سرقتها من تيارات التطرف الديني قبلها بوقت طويل.
تختلف أو تتفق مع الحكمة العُمانية، لكنك لا تملك إلا أن تحترم بلدا وقيادة وسياسة تخاصم كل أنواع التسرع في إدانة أو تأييد أي طرف.
مازلت أرى تاريخ عائلة الأسد، الأب والشبل، مليئا بالتجاوزات والسجون والمعتقلات، لكن سلطنة عُمان رأت أن إبعاد سوريا عن مصير العراق واليمن وأفغانستان ونيجيريا أهم من أي شيء آخر.

ليست هناك تعليقات: