2016/01/22

كل العُمانيين سفراء لبلدهم

كل العُمانيين سفراء لبلدهم

إذا تحدثت عن بلد أعجبتك، امتدحت فيها. وإذا تحدثت عن سلطنة عُمان لا تستطيع أن تكتفي بالمديح لكنك ستكون تلقائيا متوجها إلى المرحلة الثانية ..  أي الغزل !
كل عُماني وُلــِــدَ بعد انطلاقة السلطان قابوس بقطار الوطن منذ عام 1970 هو سفير لوطنه، فأنا لم أقابل عُمانيا ليس سفيراً.

الغريب أن هذا الموضوع لا يتعلق برأي الأغلبية، إنما هو إجماع لكل من قام بزيارة سلطنة عُمان أو أقام فيها أو تعرف بأهلها بأن هذا البلد الطيب لا يخرج منه مواطنون فقط، إنما ينتج سفراءَ يتحولون إلى مواطنين يرسمون بالكلمات والشفاه والابتسامة الوطن من جديد.
قدرة العُمانيين على الدعاية لبلدهم تجعل كل فرد كأنه يتحرك وفي وجهه وقلبه ولسانه مكتب سفريات متكامل، وبالتالي فمن زار العالمَ العربي ولم يقم بزيارة سلطنة عُمان فكأنه لم يبرح مكانه.

كل الأيام في سلطنة عُمان أعياد، وكل الأعياد مهرجانات، وكل المهرجانات تصبح حالة عشقٍ للوطن ثم يستمر هذا العشقُ طالما بقيت روح الوطن في سموها ورفعتها ملتصقة بالطبيعة والتراث والتقدم و.. النهضة المباركة.
حديثي هذا ليس فيه مبالغة لأنني أتحدى أنْ تأتوني بمقيم أو زائر لسلطنة عُمان لم يستقبله هذا الانطباع والذي لا يُزال بغضبٍ أو بموقف أو بغياب، فيكفي أن تسقط في حب سلطنة عُمان حتى وأنت في أقصى الأرض تشمها، وتلمسها، وتحتضنها، وتتذوقها ، ثم تدعو الله أن يحفظها من كل مكروه.

سلطنة عُمان في مهرجان مسقط كأنها في عُرس وطني، والاحتفال يبدأ من الشفتين ولا ينتهي بمصافحة دافئة تسري بين قلبين ولو كانا لغريبيـــّــن يلتقيان أول مرة.
السلطان قابوس بن سعيد ليس فقط صانع نهضة إنما صانع سلاميــّــن: الأول على تراب الوطن و.. الثاني في النفس العُمانية.

كل دول ومدن ومنتجعات العالم تجد حتى بين المعجبين بها من يقول لك بأن الدنيا مليئة بأماكن ساحرة، وأنه في المرة القادمة سيشد رحاله إلى وجهة أخرى، إلا سلطنة عُمان من صلالتها إلى مسقطها، تأخذك مرة واحدة ولا تدعك تطيرعائداً لوطنك الأم دون أن تحتفظ بروحك حتى تعود إليها مرة أخرى.
قلت في ندوة في أبو ظبي بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات( ديسمبر 2015) مشيراً إلى قضايا التسامح بأنك لو أعطيت سلاحاً لكل عُماني، وأغضبتهم، فلن يرفع أحد منهم سلاحه أمام ابن بلده كما حدث في رواندا عام 1994.
حفظ الله سلطنة عُمان وشعبها، وأطال عُمر السلطان قابوس بن سعيد، ووهبه الصحة والهناء والمزيد من محبة شعبه.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج


ليست هناك تعليقات: