2010/04/05

العُمانيون والضمير الديني تجاه البيئة

ندوة تطور العلوم الفقهية أكدت حقيقة من المفترض أن المسلمين يعرفونها منذ ألف وأربعمئة عام وهي قدسية الملكية الفردية، وطالبت بتقويم ما أطلقت عليه ( السلوك البيئي) ولو عرف أعضاء أحزاب الخضر في العالم المتقدم أن ديننا الحنيف اتخذ موقفا حضارياً وإنسانيا من البيئة، واشترط على أتباعه سلوكاً بيئياً نظيفا لشدّوا على أيدي المسلمين رغم البون الشاسع بيننا وبين هذا السلوك الحضاري خلال عصور الهزيمة والاستعمار والتراجع।
رائع جدا تنبيه الندوة إلى الضمير الديني تجاه البيئة، فلقد فشلت تقريبا كل المحاولات الفكرية والمعلوماتية والتربوية في عالمنا العربي لخلق شعور ديني مرتبط بالإيمان، ومؤكدا على أن البيئة بما فيها من طبيعة، ومواد بكر، وثروات خضراء، وتوازن بين ما تخرجه باطن الأرض وما يبقى فوقها।
والآن تأتي تلك الندوة الفقهية في سلطنة عُمان لتعيد للبيئة قدسيتها، ولموارد الطبيعة الاحترام الكامل, فأن ترعى الله، تعالى، في بيئة أهداك إياها فكأنك تشكره، سبحانه، على نعمه، ظاهرها وباطنها، وهنا يبرز دور الإنسان كخليفة في الأرض।
أحكام الأراضي مفصلة تفصيلا دقيقاً في الإسلام، فهناك ملكيات عامة، وأخرى خاصة، وهناك ملكيات للدولة، وهناك ثروات مائية وحيواية ومعدنية ونباتية، والإسلام يضع التخطيط الدقيق والسليم في الحفاظ على تلك الثروات موضعاً مقدسا ومرتبطا ارتباطاً عضويا ووثيقا بالإيمان।
الندوة تطرقت ايضا إلى أهم رؤية قرآنية للحياة والبيئة والمنبثقة عن الآية الكريمة ( وجعلنا من الماءٍ كل شيء حي)، فالإسلام نهى عن إفساد الماء أو احتكاره فالبشرية كلها شريكة فيه، ومنعه عن الناس جريمة بكل المقاييس।

ليست هناك تعليقات: